ألثورة الإسلامیة هی امتداد طریق الدعوة النبویة

البعثة تعنی الاختیار من عند الله فلأجل هذا نقول إنّ النبیّ محمد (ص) مبعوث من الله تعالی فیوم المبعث هو یوم بُعث فیه محمد (ص) للنبوة قبل الهجرة من مکة الی المدینة بثلاث عشر سنة و تحدیداً فی تاریخ 27 من شهر رجب و لم یکن یهاجر النبی (ص) من مکة إلی المدینة فی هذا التاریخ.

النبیّ محمد آخِر نبیٍ مبعوث من الله تعالی و هو کان ابن اربعین سنة و کان یعیش فی مکة و أیضا لم یأت بعده نبیٌ قطّ.

أفاد تقریر العلاقات العامة للمجمع العلمي العالي للثقافه و الفکر الاسلامي مقابلة وکالة أنباء “شبستان” مع “مهدی جمشیدی” عضو اللجنة العلمیة فی فریق البحوث الثقافیة التابع للمجمع العلمي العالي للثقافه و الفکر الاسلامي و ستقرئون هذه المقابلة فیما یلی.

ما هی العوامل التی جعلت النبوة ضروریة ؟

النبیّ یسعی وراء انقلاب الناس روحیا و معنویا  من أعمق أعماق قلوبهم فهو یرنو إلی ترمیم روح الانسان و إعادة بنائه کما کان قبل أن یشوب بالآثام فالنبیّ  فالإنسان یعلم أن هناک بون شاسع بین “الوجود” و “الجوهر” و ذالک لأن الإنسان إنسانٌ وجودیاً حسب الطبیعة ولکن بما أنّ جوهره منتقٍ مکتسب من الآخرین فیتحتم علیه أن یخطو طریق الصیرورة إلی الإنسانیة  و یحقّقها فی ذاته فالنبیّ یرنو إلی مساعدة الإنسان فی تخطّی هذا الطریق الوعر و یعطی جوهره وجوداً سماویاً بحیث یعجز الإنسان عن السیر فی هذا الطریق دون مساعدة النبیّ فبالتالی جعل هذا الموضوع ، النبوة ضروریة و العقل وحده لا یکفی الإنسان فی هذا المقام.

ما هی الهاجس الرئیسی للنبیّ فی مجال إرشاد المجتمع و إلی أیّ مدی حاول نبیّ الإسلام تجاه إلقاء الضوء علی الثقافة العامة فی زمانه خاصة ؟

یجب أن لا ننحصر هاجس النبیّ فی الحیاة المعنویة للإنسان و لا نعتقد بأنّ إرشاد الناس روحیاً و معنویاً هو نهایة المهمة النبویة فلأنّ النبیّ یرنو إلی أن یجعل النظم الثقافی للمجمتع الهیاً بحیث یغیّر البیئة إلی حقل أخصب للتطور الروحی شامل فی المجتمع فإنّ النبیّ یعلم بأن هناک علاقة وطیدة بین الحیاة المعنویة و الاوضاع الراهنة فی المجتمع حیث هذه الاوضاع هی الموجّهة و محدّدة لمصیر الناس فلا یمکن لأحد من الانبیاء أن ینام ملئ جفنیه تجاه الاوضاع الاجتماعیة فی المجتمع بل و هو یحاول علانیة أن یغیّر النظام الاجتماعی جذریاً وفق التعلیمات الالهیة فیمالو یتحلّی هیکل النظام الاجتماعی کالنظام الثقافی بخُلّة الهیة و تتحکم القیم الدینیة علیه فیمهَّد طریق الصیرورة إلی الإنسانیة و إلی الأهداف المنشودة فبالتالی یتمکن الإنسان أن یُسرع و بإمکانیات کثیرة فی طریق التقرب إلی الله تعالی و أیضا یجب أن نعلم بأن النبیّ لا یسعی وراء تضییق نطاق الدعوة کدعوة الأشخاص واحداً واحداً بل و هو یرید أن یعید بناء النظام الاجتماعی حیث تساعد القدرات الهیکلیة، الناس لإکمال طریق السعادة و الرشاد.

 

کیف استهلمت الثورة الإسلامیة من النبوة و ماذا فعلت تجاه الحیاة المعنویة للناس ؟

ألثورة الإسلامیة هی امتداد طریق الدعوة النبویة و تحاول کالأنبیاء أن یعید بناء المجتمع و الناس کی یتقربّوا إلی الله تعالی فتتجذّر الثورة الإسلامیة فی مثل هذه المسائل الالهیة و لیست مهتمة بالهواجس الدنیویة فحسب فهذه الثورة امتداد تلک الحرکة التاریخیة للإنبیاء الالهیة التی کانت تحقّق بناء المجتمع حیث تسری القوانین الالهیة فی کل انحائه فحاول الانبیاء عن طریق التحوّل الهیکلي فی الطبقات المختلفة للنظام الاجتماعی أن یوفّر أمکانیات أکثر لصیرورة الإنسان نحو الإنسانیة فکما أنّ النبیّ یحاول وراء “التحوّل الهیكلي” و یعتبره الطریق الوحید لتمهید طریق الحیاة الالهیة فکذالک الحال بالنسبة إلی الثورة الإسلامیة حیث تسعی وراء توسیع نطاق المعنویة علی مستوي هيكل المجتمع و یجعل النظام الاجتماعی فی خدمة النیل إلی الاهداف الالهیة فهذه الثورة کثورة الإنبیاء علی الرغم من أنها تسعی وراء تحسین الحیات المادّیة و المعیشیة للإنسان ولکن ترجّح الحیاة المعنویة و الأخلاقیة علی المسائل الأخری و یعتبر المعنی موضوعا أصیل بالنسبة إلی المادّة.

فلذلک لیس الهدف من الثورة الإسلامیة تجشیم الدین و العبودیة علی الناس و لا ترید الثورة أن تتعامل مع الناس حسب الذوق بل و إنّ الهدف الإساسي هو أن لا یکون هنالک جهة مختلفة بین الهیاکل الرسمیة و الساحة العامة وبین الصیرورة المعنویة للناس و أن لا تدعو الساحة العامة بالجهل و اقتطاف الآثام فمثل هذه الضرورة متجذة من مبادئ الثورة لانّها وعدت بناء المدینة الطوباویة المبنیة علی الإسس الالهیة و قامت بتحشید الناس فی الجتمع ازاء إنشاء مجتمع یمهّد طریق العبادة لله تعالی فلو کان الأمر بشکل عشوائی حیث إن النبیّ کان یجعل الأنسان مختارا فی الأمور المعنویة و یُترک حبل الجتمع علی قواربه کمجتمع علمانی فکان الحصول علی القدرة السیاسة أمر بلامعنی و عبث و بناء علی ذالک کان یجب علی النبیّ أن یکتفی بالإرشادات و النصائح و یجعل الأنسان مختاراً  حسب الضمیر فی مشواره ولکن النبیّ لم یفعل هکذا و جعل بناء المجتمع علی أساس القیم الالهیة ضمن اجندته لکی ییسّر بناء المجتمع کحقل أخصب طریق تحسین الذات و الصیرورة إلی الإنسانیة.