ألوصول إلی الحکومة الإسلامیة یَعبُر عن طریق تهذيب النفس
بحسب تقریر العلاقات العامة للمجمع العلمی العالی للثقافه و الفکر الاسلامی ألقی أمين المجلس الأعلى للثورة الثقافية وعضو هيئة التدريس بقسم الفلسفة للمجمع، حجة الإسلام و المسلمین “عبدالحسین خسروبناه” کلمة في حفل تكريم الأشخاص الفائزین بدعوة “فکرة الاعتکاف لطلاب الجامعة” حیث قال : إنَّ فکرة زواج الطلبة في الجامعة من أبرز الانجازات” لممثلية قائد الثورة الإسلامية في الجامعات” حیث هنالک نجاهات کثیرة لهذه الفکرة و نأمل دعمها أکثر فأکثر و إیضا هنالک إنجازات أُخری کعقد جلسات للأساتذة في مجال تعزیز المعرفة و ندوات للنقاش بین شتّی المعتقدات و إقامة الحصص للعلوم الدینیة حیث ممثلية قائد الثورة الإسلامية کانت تدعم و تطبّق هذه الأعمال منذ السبعینیات و بجانب هذه الإنجازات، نری فکرة الأعتکاف لطلاب الجامعة و ترجمتها عملاً و لقد حظيت باهتمام كبير فی شتی الجامعات و إیضا أثّرت إیجابیاً علی الثقافة العامّة في البلد.
إذا نری الیوم مقراً في شأن الإعتکاف ألذی ذاع صیته فی المجتمع فمنشأه فکرة الإعتکاف لطلاب الجامعة حتی و لو کان هذا المقرّ و اعماله مدعوما من قبل الناس و هذا الأمر ینمّ عن خلوص المعنیین بممثلية القائد و برکة محاولاتهم تجاه هذه الفکرة و تطبیقها حیث أثّرت فکرة الاعتکاف لطلاب الجامعة علی بعض الدول الإسلامیة.
و أضاف حجة الإسلام و المسلمین “خسروبناه” : أتطرّق في خلال كلمتي إلی دور الاعتکاف و تاثیره علی الحکومة إذ أنّکم بدورکم کشبابٍ و طلابٍ فی المجتمع ستصبحون صانعی المصیر و تتسلّمون مقالید الحکم في الغد القریب و في مختلف المناصب إبتدائاً من مدیر المدرسة وصولاً إلی الاستاذ و رئیس الجامعة و المناصب الأخری ککرسی الوزارة و نيابة البرلمان و هلمّ جرا. فالاعتکاف یوثّر بدوره علیکم ایجابیاً. نحن ننتقد دائما سبب فساد بعض المسئولين الذین یخونون البلد و الشعب و عن أکلهم من بیت المال ظلماً و بغیر حقّ!؟
لکن یجب أن نعرف هذه النقطة جیداً بانّ فی کل دولة يوجد مسئولون مفسدون لانّ الشیطان یوسوس کل شخص کما وسوس سیدنا آدم و زوجته حواء (علیهما السلام) و إیضا النفس الأمّارة بجانب الشیطان یدعو إلی الشرّ و الآثام فی بعض الأحیان کما یقول الله تعالی فی کتابه الحکیم قصة القابیل و الهابیل و یذکّر بانّ النفس الأمّارة أهلکت القابیل و قادت به إلی الهاویة و فعل القابیل ما فعل و لأجل هذا یجب الابتعاد عن هذه الفکرة بأن الشیطان هو الشخص الوحید لوسوسة الإنسان بل النفس الأمارة تصیب الإنسان بالفساد و التبختر.
نتائج الاعتکاف
أشار عضو هیئة التدریس بقسم الفلسفة للمجمع إلی أهمیّة سلامة الروح و أردف قائلاً :
لقد تؤدّی الأمراض الروحیة التی إشار إلیها القرآن الکریم إیضا إلی إيجاد الأحقاد بین الناس و فسادهم فی المهام و ذالک بما انّ الروح عندما تُصاب بمرض فیصبح الإنسان فظا غلیظ القلب و یُغلق مفتاح التأثّر فی دماغه و لا یکاد یتاثّر بشیء و هنالک آیات صرّحت بهذه الحقیقة و من اللافت للنظر بأن مکان الوحی الالهي أیضا هو الروح و القلب؛ فهذا المکان هامٌ للغایة بما انّ هنالک ارتباط وطید بینه و بین الروح و لأجل هذا تحدث الکثیر من الآیات القرآنیة حول القلب و یقال هکذا أیضا بانّ القلب اذا ظلّ سلیماً و غیر مشوبٍ بالآثام فیسلم الإنسان من التهلکة.
ولقد أکمل السید ” خسروبناه” کلمته قائلاً : لا تنحصر نتائج الاعتکاف فی ترک الآخرین إلی الزاویة العزلة و الانفراد بالنفس بل اقترح البعض عقد الاعتکاف فی المساجد الجامعة حیث یجتمع الاشخاص جنبا إلی جنب و لا نکاد نشاهد تشتّت الأشخاص و قلوبهم بل ونشاهد اجتماع القلوب و تألیفها و في الوقت نفسه نقوم بالعبادة و المحاسبة للنفس لانّ القلوب قد تألفت کما وردت فی القرآن الکریم
:« یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ارْکَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّکُمْ وَافْعَلُوا الْخَیْرَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ » (حج/ ۷۷)
هذه الآیة لافتة للنظر للغایة حیث قال الله تبارک و تعالی أُذکروا ربّکم في الركوع و السجود لانّهما أفضل العبادات عند الله فإذا کان الإنسان عبداً خالصا لله تعالی فیعمل الخیرات و یتقرّب إلی الله رویدا رویدا.
دور الاعتکاف في تهذيب النفس
و أکّد حجة الإسلام “خسروبناه” : ورد في القرآن الکریم :« وَاصْبِرْ نَفْسَکَ مَعَ الَّذِینَ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاهِ وَالْعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَیْنَاکَ عَنْهُمْ تُرِیدُ زِینَهَ الْحَیَاهِ الدُّنْیَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِکْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَکَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا .» (کهف/ ۲۸)
لقد صرّحت الآیة الشریفة إلی هذه الحقیقة بانّنا یجب أن نتعامل مع الأشخاص الذین یعبدون الله لیل نهار و ألّا نخالط الذین نسوا انفسهم و الآثمین لانّکم أیضا تصابون بالإفراط فی اقتطاف الآثام و النفس الأمّارة تستحوذ علیکم و لایمکنکم الحیاة فی الصراط المستقیم و الاعتکاف یُهدینا طریقة الحیاة و المشی في الصراط المستقیم حیث یجعلنا مألوفین بعضنا مع بعض و یمکننا التقرّب إلی الله فإذا استطعنا تحسین الذات بالاعتکاف فبالتالي من الممكن بناء المجتمع إذ أنّ سماحة السید القائد آیت الله الخامنئي يوکّد أیضا علی تهذيب النفس فی البدایة و بعده بناء المجتمع و فی النهایة بناء الحضارة الإسلامیة.
و أضاف حجة الإسلام “خسروبناه” : من الجدیر أن نعلم بأن السید القائد آية الله الإمام الخامنئي یتهجّد یومیاً لساعتین أو أکثر قبل صلاة الفجر و یتقرّب إلی الله و ذالک لأجل تهذيب النفس الذی یوکّد نفسُه علی هذا العمل حیث إن تهذيب النفس فی مثل هذه السهرات و العبادات هو السبب لإنجازات قائد الثورة الإسلامیة فی هذه السنوات من قیادته للثورة بما أنّ الحاکم إذا لم یکن من أهل العبادة فبالقطع یرتکب الآثام و یخرج عن طریق الحق و لهذا نری سید حسن نصرالله و هو لا یغفل العبادة و یتهجّد فی الیالی الکثیرة و یستریح بعد صلاة الفجر.
یالیتنا کان باستطاعتنا أن نقوم بإصدار قانون شامل فی المجلس الأعلى للثورة الثقافية حیث یلزم القانون کل المسئولين بالحضور فی الاعتکاف و عبادة الله تعالی و محاسبة النفس بما أنّ الکثیر منهم غافلون عن ماضیهم و عما سیحدث فی مستقبلهم!
و قال عضو هيئة التدريس بقسم الفلسفة: ألوصول إلی الحکومة الإسلامیة یَعبُر عن طریق تهذيب النفس و من إبرز الاعمال تجاهه هو الاعتکاف ولکن یجب أن نحاول بقدر المستطاع أن لا نجعل النقاش السیاسي الهدف الإساسي لهذه الاجتماعات بل يجب أن نتابع النقاش الدیني و الإعتقادي أیضا و نحاول تطبيق تهذيب النفس عملاً علی أرض الواقع.
إذا نتحمل مسئولیة فی المستقبل ولو کانت فی نطاق غیر واسع کالزواج فیجب أن نحاول وراء تهذيب النفس و لو لم یکن هکذا فبالقطع نواجه المشاکل و الصعوبات فی الحیات و إیضا أُحب أن أُشیر إلی الاعمال العملیة و الفنیة التی قمتم بها فمثل هذه الأعمال تروّج فکرة الاعتکاف أکثر فأکثر.
في النهاية نأمل أن یوفّقنا الله تبارک و تعالی أن نفهم حقیقة الاعتکاف و الاستفادة من برکاته في طریق الحکم علی الشعب.